الهفوات
اعتبر فرويد ان للهفوات دلالة ومعنى . ورغم الفوارق التى تظهر بين صورها المختلفة الا انها تعبر عن افعال نفسية تنشا عن تداخل مقصدين او نزعتين مختلفتين تسمى احداهما "النزعة الدخيلة " والاخرى "النزعة المدخول عليها ".
وشيير "فرويد" الى تقسيم ثلاثى للهفواتن ويشمل :-
1- فلتات اللسان وما يناظرها فى الاهمية من اخطاء القراءة والكتابة والسمع .
2- النسيان وما ينصب عليه من موضوعات كأسماء الاعلام والكلمات الاجنبية وتنفيذ الاوامر المقصودة والانطباعات.
3- ضياع الاشياء واستحالة العثور عليها واخذها خطأ.
ويرى فرويد ان الهفوة هى رغبة داخلية لا شعورية وهى حل وسط للصراع القائم مابين الرغبة والدفاع . فالرغبة تحاول دائما الوصول الى المستوى الشعورى , ولكن الدفاع يقف حائلا امام الرغبة ويمنعها من الاقتراب الى منطقة العشور . وعندها تحاول الرغبات الهروب فى شكل بديل هو الهفوات .فالهفوة هى حل بديل للصراع ما بين (الهو) ودفاع (الانا الاعلى) .
ويشير "فرويد" الى الفرق بين الافعال العارضة والعرضية بوصفها افعال تشبة الهفوات لكنها ليست كالهفوة حيث لا تحمل -فى الغالب - دلالة او معنى او دافع .اما الهفوة فتحدث فهى ذات دلالة ومعنى .
وقد اهتم "فرويد" بفلتات اللسان واعتبرها نموزجا لتمثيل الهفوات جميعا . واشار الى ان قوامها هو (الادغام) و(التضمير) وفيها كون الهفوة هى ظهور نزعة ثانية الى جانب النزعة الاولى او النزعة الدخيلة والنزعة المدخول عليها .فالعلقة تنشا من ممضمون القصد المدخول عليه او انها تتصل به اتصالا مباشر وهناك نوع اخر من الصلات بين النزعتين المتداخلتين ويبدو غريبا وهو عدم وجود صلة بين مضمون النزعتين . ويرى فرويد انا النزعة الدخيلة فى هذه الحالة تتولد من مجرى الافكار الذى كان يشغل بال الشخص قبل الفلتة وهنا تكون الصلة بين الزعتين ليس صلة فى المضمون وانما صلة اصطناعية تنشأ عن تداع قسرى .
ويشيير" فرويد" الى ان تداخل النزعات المختلفة يمكن ان يعود الى مجموعات ثلاث :-
1- المجموعة الاولى :- تدخل فى نطاقها الحالات التى تكون فيها النزعة الدخيلة معروفة للمتكلم وكان يشعر بها قبل ان يذل لسانه.
2- المجموعة الثانية :- تدخل فيها الحالات التى يعترف فيها المتكلم بأن النزعة الدخيلة هى نزعته هو لكنه لم يعرف انها نشطه فى نفسه قبل ان يذل لسانه لذا فهو يقبل تفسيرا للفلته لكنه لا يستطيع ان يخفى دهشته .
3- المجموعة الثالثة:- فهى الحالات التى يحتج فيها المتكلم على التفسير الخاص بالفلتة احتجاجا شديدا.
ويرى "فرويد" ان هناك عنصرا مشتركا بين هذه المجموعات الثلاث وهى انها تعبر عن افعال نفسية لها معنى ودلالة.
وقد اشار "فرويد" ايضا الى العديد من انواع الهفوات مثل ذلات القلم وعثرات القراءة ونسيان تنفيذ الامور والقرارات ونسيان اسماء الاعلام والاسماء والالفاظ الاجنبية باعتبارها جميعا هفوات افعال نفسية لها مغزاها وتعبر عن مضامين نفسية مستدعيا للتدليل على ذلك العديد من الامثلة التى تشير الى الصراع القائم بين النزعات والتى تأخذ صورة الصراع مابين الرغبة والدفاع .
د. حسام الجارحى[center]