الحلم
:
هو الطريق الملكى الى الاشعور .
هو نافذة يطل فيها المحلل النفسى
للدخول الى اعماق النفس .
هو اشباع لرغبة مكبوتة وبخاصة اذا كانت
الرغبة مرتبطة بعالم
الجنس والعدوان ويصعب
اشباعها .
هو كما وصفة " زيور" نافذة
نطل فيها على ماضى الفرد السحيق
وعلى ماضى الانسانية.
وظيفة
الحلم :
هى تحقيق الرغبات الاشعورية
ويحدث فى كل من الاسوياء الذين تكون احلامهم عادية ولها رموز ذات دلالة ومعنى ,
وكذلك للمرضى الذين تحمل احلامهم الكثير من التشوهات والرموز , وتحدث ايضا للأطفال
الذين تكون لاحلامهم صفات الوضوح والصراحة قبل ظهور وتكوين " الأنا الاعلى " .
ابرز
ما يميز الحلم :
هو استخدامه للرمزية
كوسيلة للتعبير , وكذلك العلاقة بين ما يشير اليه الحلم فى مستواه الظاهر وبين
محتواه الكامن الذى يعبر عن المعانى الحقيقية التى يحملها الحلم وعلاقته بماضى
الفرد وكذلك الانسانية .
*
ان المحاولات التى بذلت فى حل مشكلات الحلم كانت تنصب دائما على محتواه الظاهر ,
ٳلا ان اهتمام التحليل النفسى قد انصب على بحث العلاقة بين محتوى الحلم الظاهر
وبين افكاره الكامنة .
ان
اول ما تبين عند المقارنة بين محتوى الحلم وافكار الحلم هو ما يسمى بعمليه "
التكثيف " فالنقص الكبير بين محتوى الحلم وافكار الحلم دليل على ان المادة
النفسية قد احتملت اثناء تكوين الحلم عمليه تكثيف واسعة النطاق ذلك اننا نشعر فى
احيان كثيرة بأننا قد حلمنا بالشئ الكثير طيلة الليل ونسينا معظم ما حلمنا به .
فالحقيقة
التى تتعلق بتكوين الحلم هى انه يقوم على عملية التكثيف .
فالمرء
يرى ان اقلية ضئيلة من افكار الحلم هى التى تمثل وحدها فى الحلم بواسطة احد
عناصرها الفكرية المشتركة وقد يتجه الظن الى ان هذا التكثيف يتم عن طريق الحذف اى
ان الحلم ليس ترجمة صادقة لافكار الحلم او اسقاطا لها بل هو نسخ ناقص ملئ بالثغرات
, وهو رأى بعيد غاية البعد عن مطابقة الواقع .
فالتكثيف
:
هو العملية التى تجعل المحتوى الظاهر للحلم اقل
ثراء من محتوى الحلم الكامن ويظهر الامر وكأن الحلم الظاهر عبارة عن ترجمة مختصرة
للافكار الكامنة .
فقد
يحدث دمج بين عدة افكار فى فكرة واحدة او عدة اشخاص فى شخص واحد فيختزل بذلك
المحتوى الظاهر للحلم كم المعلومات التى يحتوى عليها محتواه الكامن .
وتظهر
طرق التكثيف فى عدة صور حيث يمكن ان تحذف بعض العناصر الكامنة تماما , او ان يظهر
فى المحتوى الظاهر جزء واحد من مركبات كثيرة فى الحلم الكامن , او تتجمع فى الحلم
الظاهر عناصر كامنة ذات صفات مشتركة او يظهر التكثيف فى ظهور شخص مركب يسير الى
عدة اشخاص او يرى الحالم فرد يتكلم بأسلوب شخص اخر ويلبس ملابس شخص ثانى بما يدل
على صفة مشتركة بين هذين الشخصين او يجمع بين صفات مشتركة بين عدة اشخاص فى شخص
واحد .
ومن
الحيل والاساليب التى تتبع فى اخراج الحلم ما يسمى ب " النقل " وهو ابدال
عنصر كامن بشئ اخر ابعد منه ويقل عنه
كثيرا فى الاهمية ويقوم النقل بعمل " رقابى " حيث يكون النقل الحلمى
بمثابة رقابة الدفاع الصادر من داخل النفس .
يتخذ
النقل مجموعة من الطرق منها :
الابدال: يتم فيه استبدال فكرة كامنة بأخرى من عنصر فى
شكل تلميح او
اشارة وقد يستخدم ايضا فى احلام
اليقظة وهو فى الحالتين استخدام
للتلميح والاشارة بدلا من المعنى
الحقيقى .
نقل
التوكيد : يعنى ازاحة
مركز الاهتمام و النقل فى الحلم من الفكرة
الرئيسية الكامنة الى فكرة
غير هامة تماما .
ومن
الاساليب ايضا التى تستخدم ايضا فى اخراج الحلم ما يطلق عليه
" تحويل الافكار الى صور ذهنيه بصرية
" وهو اهم حيل اخراج الحلم
واكثرها ظهورا .
فالصور
البصرية هى عملية غاية فى الصعوبة حيث تهدف الى التعبير عن محتوى الافكار الكامنة للحلم
الى صور وكلمات .
كذلك
يستخدم الحلم ما يسمى ب " الصياغة الثانوية " التى يتم فيها ترتيب العناصر بحيث تكون غير
مفهومة او يتم من خلالها سد الثغرات بين عناصر الحلم اذا اقتضت الضرورة لذلك .
ويأتى
حلم حقنة " ارما " كمثال للحيل والاساليب التى تستخدم فى اخراج
الحلم .
وكان
فرويد يعالج بالتحليل النفسى سيدة فى مقتبل العمر هى " ارما " وترتبط
بأسرته بصداقة وثيقة وانتهى علاجها بنجاح جزئى حيث تبرئت المريضة من الاعراض الهستيرية دون ان تبرأ من
الاعراض الجسمية .
وقد
زار فرويد صديقا له كان ضيفا على عائلة المريضة وسأله عن حالة ارما .. وأجابه انها
ليست على ما يرام تماما , وشعر فرويد بأن هذه الكلمات بمثابة اللوم له على عدم
شفاءها تماما .
وكتب
فرويد فى مساء ذلك اليوم تقريرا فى تاريخ مرض ارما لكى يبرئ نفسه من ذلك اليوم ,
وفى الليل حلم بما قام بتدوينه عقب اليقظة المباشرة .
وكان
الحلم عبارة عن قاعة كبيرة ممتلئة بالضيوف من بينهم ارما وكانت تحس بأوجاع فى
الحلق والبطن والمعدة وتبدو شاحبة واخذها بجوار النافذة للنظر فى حلقها الذى بدأ
وكأنه من الداخل مثل الخياشيم داخل بقعة بيضاء كبيرة فى جانبه الايسر وقدر رفضت ان
يفحصها دكتور ( م ) مثل كل السيدات الاتى يحملن اسنانا صناعية , وقد اخبره دكتور (
م ) انها اعطيت حقنة غير نظيفة .
ان
تحليل محتوى الحلم يشير الى ما يلى :
·
ان القاعة الكبيرة والضيوف ظهرت
فى الحلم قبل عيد ميلاد زوجتى التى كانت تتوقع حضور ارما .
·
ان طلب فرويد لأخذها بجوار
النافذة يذكره بمريضة مطيعة كان يعالجها وكانت صديقة لٳرما .
·
ان عدم فتح فمها يذكره بمربيه
كان يعالجها وكانت تضع اسنانا صناعية وتتميز بالذكاء .
·
ان البقعة البيضاء والقشور كانت
تذكره بمرض اصاب ابنته .
·
ان الحقنة الخطأ تذكره "
بأوتو " الذى اعطى زوجة فرويد زجاجة عصير فاسد .
·
لقد اظهر الحلم الاساليب التى
استخدمت فى اخراجه حيث ظهر " التكثيف
" من خلال ما قامت به ارما من ادوار اثناء الحلم فهى صديقة ارما المطيعة
والمربيه الذكيه وابنته المريضة .
لقد اراد فرويد ان تكون ارما مريضة مطيعة ذكيه
كذلك اشار الحلم الى مدى قلقه عليها بسبب تدهور حالتها الصحية . وقد ظهرت " الازاحة
" فى الحلم من خلال عمليه الابدال التى تمت لاحد العناصر الكامنة من خلال
ابدال صديقة ارما بشئ ابعد منها تماما وهى ارما نفسها . وظهر
" تحويل التوكيد " فى نقل الاهتمام من الحالة الاساسية وهى
الاعراض الهستيرية و الجسمية التى تشكو منها ارما الى فحص لحلقها واسنانها .
● لقد اراد فرويد ان يبرئ نفسه
من خلال محتوى هذا الحلم من دوره فى
تدهور حالة ارما , وكذلك الانتقام من
" اوتو" الذى اعطى لزوجته
زجاجة عصير فاسدة .
الأحد مارس 21, 2010 1:09 pm
